
من المؤكد أن حكومة جديدة ومعالجة الأزمة الإقتصادية والمالية وإستقلالية القضاء ومكافحة الفساد والعدالة الإجتماعية واللاطائفية … مطالب محقة ولابد منها لننهض ببلدنا ونبني مجتمع شمولي ودولة مدنية قوية تحفظ مساواة جميع اللبنانيين في الحقوق والواجبات. ولكن التغيير الفعلي والمستدام يبدأ في تغيير الذهنية، من ذهنية ثابتة ومشبعة بالعجز والتبعية إلى ذهنية ديناميكية قادرة على التفكيك الذاتي والتحول والنمو
وقد تمثل الذهنية بالرواية التي نرويها لأنفسنا وللآخر. وعندما تتغير روايتنا من جراء تغيير ذهنيتنا، يمكننا تغيير مستقبلنا
ينبغي وضع ذهنيتنا الفردية والجماعية في صدارة انتباهنا واعتبارها مصطلحًا رئيسيًا في الخطاب الخاص بإنقاذ وتنمية لبنان إذ لا يكفي أن نعثر على أسباب الفشل السياسي والإقتصادي والإجتماعي في ماضينا. خلاصنا يتعلق بإجراء تغييرات صعبة، والاعتراف بضعفنا بدلاً من محاولة إخفاءه، بحيث يمكن التغلب عليه. لحسن الحظ، يظهر عدة أفراد في لبنان وعيًا متزايدًا بضرورة تغيير االذهنية، ولكن يبقى السيناريو المثالي هو أن يأخذ الشعب اللبناني بجميع مكوناته المبادرة ويبذل جهودًا مشتركة ومتضامنة في هذا الصدد