
التغيير هو “جعل الشيء على غير ما كان عليه”، اي إلى الأفضل. وفي حالة لبنان، هو انتقال المجتمع بإرادته من حالة اجتماعية واقتصادية وسياسية محددة إلى حالة أخرى أكثر تطوراً.
وما يطلب الثوار في لبنان هو تغيير سياسي، اي تحولات في بنى السياسة والانتقال من وضع غير ديمقراطي (حكم طوائف ومافيات وزعماء الحرب) إلى وضع ديمقراطي سليم يبني مجتمع شامل.
التغيير السياسي لا بد منه، وهو استجابة للرأي العام ومطالب الأفراد من النظام السياسي. هذا التغيير لا بد منه إذ يعيش معظم سكان لبنان في ظل نظام متخلف وتسلطي يعتمد على علاقات القرابة والزبائنية ونواتها الأساسية هي الطائفية، ويعانون من الفساد وغياب التنمية ووضع اقتصادي واجتماعي متردي، ومن انعدام التداول السلمي للسلطة.
ثورة لبنان ليست فقط ثورة شباب او ثورة المحرومين والفقراء. هي ثورة متعددة الأوجه والأجيال والانتماءات. هي ثورة شعب يطالب ب ويصنع التغيير من خلال أحداث وصرخات وطرق متعددة لا عنفية؛ ثورة شعب ضد ممارسات وسلوكيات مؤسسات فاسدة ومتسلطة، ونحو ايجاد نظام ديمقراطي حقيقي يكون فيه “الحرية القيمة العظمى والأساسية وأن يحكم الشعب نفسه بنفسه من خلال التعددية السياسية التي تؤدي إلى تداول السلطات، وتقوم على احترام جميع الحقوق مع وجود مؤسسات سياسية فعالة على رأسها التشريعية المنتخبة، والقضاء المستقل والحكومة الخاضعة للمساءلة الدستورية والشعبية بكل تنوعاتها الفكرية”.